صحة المرأة بعد الولادة وأهم النصائح والممنوعات

تعرف الفترة ما بعد الولادة التي تشمل الستة أسابيع الأولى بفترة النفاس، وتتميز بحدوث العديد من التغيرات البدنية أو العاطفية للمرأة، وأكثر ما يجب التوعية به في هذه المرحلة هو كل ما يتعلق حول صحة المرأة بعد الولادة وماهي أهم النصائح المساعدة في استعادة نشاطها مرة أخرى، تابعي معنا سيدتي هذا المقال.

ما هي التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها المرأة بعد الولادة؟

بالتأكيد أن نمط الحياة للمرأة بعد الولادة يتغير كثير، ويطرأ على صحة المرأة بعد الولادة العديد من التغيرات ليست الجسدية فقط بل والنفسية أيضا، وتشمل أبرز التغيرات في جسم المرأة بعد الولادة على مايلي:

أولا: التغيرات الجسدية:

  • تغيرات الرحم: حيث يبدأ الرحم في الإنكماش على نحو تدريجي ليستعيد حجمه قبل الحمل، ويشعر ذلك المرأة ببعض الآلام والتقلصات.
  • الألم الناتج عن عملية الولادة: تشعر أغلب السيدات بتقلصات وآلام في المهبل بعد الولادة الطبيعية، أو في منطقة جرح القيصري خلال الفترة الأولى بعد الولادة.
  • دم النفاس: نتيجة انسلاخ بطانة الرحم، ويكون الدم في كلا من الولادة الطبيعية والقيصرية، إلا أنه يكون أكثر كثافة في الولادة القيصرية، ويتوقف غي الحالتين بمرور ستة أسابيع على الولادة.
  • ألم العجان: وهي المنطقة الواصلة بين المهبل ومنطقة الشرج، وينتج هذا الألم نتيجة تمزق وشق المنطقة لتسهيل خروج الجنين أثناء الولادة الطبيعية، كما أنها تتورم لعدة أيام بعد الولادة.
  • ألم جراحة المهبل: نتيجة عمل شق جراحي لمنطقة العجان وتمزق الأنسجة المحيطة، يقوم الطبيب بخياطة الجرح، وبعد مرور أسبوعين، تذوب الخياطة الطبية دون الحاجة إلى إزالتها.
  • تغيرات الدورة الشهرية: يغيب الحيض بعد الولادة لعدة أشهر، وقد تطول الفترة في حالة الرضاعة الطبيعية، وغالباً تعود الدورة الشهرية بعد مرور 4-8 أسابيع.
  • ألم الثدي: نتيجة بدء تدفق الحليب في الثدي، ويوصى الأطباء بالمواظبة على الرضاعة الطبيعية لزيادة إدرار الحليب وتدفقه بكميات كبيرة.
  • التغيرات البولية: قد تظهر أعراض السلس البولي في الفترة بعد الولادة ، وكذلك قد تشعر الأم بالحرقة أثناء التبول، وهو مؤشر إلى التهاب المثانة.
  • التغيرات في الجهاز الهضمي: تتأثر حركة الأمعاء بعملية الولادة، ويؤدي إلى الانتفاخ، والإصابة بالإمساك.
  • تغيرات عادات التغذية: قد تشعر الأم بالجوع الشديد المرافق للرضاعة الطبيعية، وهو أمر طبيعي.
  • التعب والإعياء: من الطبيعي الشعور بالتعب العام والارهاق في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
  • التغيرات الهرمونية: تتغير مستويات الهرمونات على نحو كبير في جسم المرأة بعد الولادة، مما يؤثر على كمية السوائل في الجسم، وظهور بعض الأعراض مثل التورم واحتباس السوائل في مختلف أنحاء الجسم.
  • التغيرات الجنسية بعد الولادة: تنخفض الرغبة الجنسية للمرأة بعد الولادة، وهو أمر طبيعي، ومع الوقت سوف تستعيد المرأة الحافز الجنسي.

ثانيا: التغيرات النفسية:

والتي تطرأ على صحة المرأة بعد الولادة وتشمل العوامل التي تؤثر على حالة الأم النفسية بعد الولادة، وهي:

  • التغيرات الهرمونية.
  • الشعور بالتعب.
  • زيادة العبء والمسؤولية.
  • قلة النوم.
  • الخوف من المستقبل.

وتؤثر كل هذه العوامل على نفسية المرأة وتشعرها بالضيق والضغط والتوتر، وقد يؤدي كل هذا إلى اكتئاب ما بعد الولادة.

ما هي النصائح الغذائية الصحية للمرأة بعد الولادة؟

بشكل عام، تحتاج معظم الأمهات في الأشهر الأولى بعد الولادة، إلى ما بين 1800 – 2200 سعرة حرارية كل يوم، وفي حالة الرضاعة الطبيعية، تحتاج الأم إلى 500 سعرة إضافية.

فيجب اتباع نظام غذائي يدعم صحة المرأة بعد الولادة ويكون متوازن ومناسب احتياجات المرأة من الرضاعة والعناية بالطفل، وتشمل نصائح الغذائية بعد الولادة، على مايلي:

  • الحرص على تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على البروتينات، والكربوهيدرات المعقدة.
  • الحرص على تقسيم الطعام وتناول وجبات صغيرة طوال اليوم، بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
  • الحرص على تناول السوائل وشرب من 6-10 أكواب من الماء كل يوم.
  • الانتظام على تناول الوجبات الخفيفة من الخضار والفاكهة الطازجة بدلاً من الوجبات غير الصحية.
  • تجنب محاولات فقدان الوزن خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة، فقد يضعف ذلك صحة الأم كما أنه يؤثر على كمية الحليب في حالة الرضاعة الطبيعية.
  • الحرص على توازن الوجبات، فمن الأفضل ملء نصف الطبق بالفاكهة والخضار كل وجبة، وأن يشمل النصف الآخر على الحبوب الكاملة مثل الأرز البني أو الخبز الكامل الحبوب أو دقيق الشوفان.
  • التقليل من الأطعمة والمشروبات المعلبة والمصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون المشبعة والسكريات.
  • يجب الحرص على تناول منتجات تحتوي على الكالسيوم والحديد والزنك وجميع الفيتامينات لدعم الرضاعة وصحة الأم.
  • الابتعاد عن شرب الكحوليات والمشروبات المحتوية على الكافيين لتأثيرهم على صحة الطفل واضطرابات النوم.
  • تجنب الأطعمة التي تؤثر على نكهة حليب الأم مما يزعج الطفل، او المحتوية على توابل كثيرة تؤثر على معدة الأطفال.

ما هي الأعراض التي يجب على المرأة الانتباه إليها بعد الولادة؟

من الطبيعي شعور جميع الأمهات بالإرهاق والتعب، وعدم الراحة بعد الولادة، ولكن يجب الانتباه إلى وجود أي من أعراض أو مضاعفات ما بعد الولادة والتي تؤثر على صحة المرأة بعد الولادة، ويجب السعي السريع في علاجها، وتشمل هذه الأعراض على مايلي:

  • نزيف الرحم الشديد، ويمكن معرفته بأن تتشرب الفوطة بالدم كل ساعة ولأكثر من ساعتين.
  • خروج جلطات دموية بحجم أكبر من كرة الغولف.
  • افرازات كريهة الرائحة.
  • ارتفاع درجة الحرارة والحمى.
  • ألم غير محتمل في البطن أو الصدر.
  • ألم خلال التبول أو صعوبة في إفراغ المثانة أو الحاجة إلى التبول في أغلب الأحيان.
  • تكون كتلة صلبة في الثدي.
  • حدوث ألم واحمرار وتورم في الثدي.
  • ألم أو إفرازات حول الشق الجراحي الذي للولادة القيصرية.
  • شعور بضيق التنفس.
  • ألم في الساق.
  • الشعور بالحزن الشديد أو تعب أو صعوبة في رعاية الذات أو الطفل.

التخلص من علامات تمدد الجلد بعد الولادة

وتشمل نصائح صحة المرأة بعد الولادة على حل مشكلة علامات تمدد الجلد، هي مجموعة الخطوط الرفيعة البيضاء التي تظهر على الجلد في مناطق مختلفة من الجسم، وخاصة بعد الزيادة المفاجئة والكبيرة في الوزن.

وهي شائعة جداً لدى السيدات الحوامل خاصة في الفترات الأخيرة من الحمل وما بعد الولادة، وتظهر حول منطقة البطن، وقد تبقى لفتراتٍ طويلة أو تختفي خلال أول سنة بعد الولادة، ويرجع ذلك لاختلاف جسم المرأة ودرجة التمدد.

وتنطوي نصائح التخلص من علامات تمدد الجلد بعد الولادة على ما يلي:

  • الحفاظ على ثبات الوزن المناسب للجسم.
  • ترطيب الجسم بشكلٍ مستمرٍ.
  • استخدام المستحضرات الطبيعية للعناية بمنطقة التمدد.
  • الحفاظ على شرب كميات مناسبة من الماء يوميا.
  • الحرص على ممارسة الرياضة يومياً.

وقد تبحث بعض السيدات عن بعض الوصفات الطبيعية التي تساعد على التخلص من علامات تمدد الجلد بعد الولادة.

وتشمل الوصفات الطبيعية على مزيج الزيوت الطبيعية وزيت الزيتون، وزبدة الشيا ،والافوكادو، وزيت اللوز الحلو، وزيت جنين القمح، وزيت الخروع.

والجدير بالذكر أن الوصفات الطبيعية تحتاج إلى الإلتزام والاستمرار وقد تظهر النتيجة بعد مدة طويلة عند بعض النساء، وقد تلجأ بعض السيدات إلى استشارة طبيب مختص لوصف بعض المستحضرات الموضوعية والمكملات الغذائية لعلاج تمدد الجلد، قد تشمل على ما يلي:

  • كريم الريتينول.
  • كريمات الببتيدات.
  • كريمات وزيوت فيتامين E.
  • كريمات المحتوية على حمض الهيالورونيك والتريتينوين.
  • المكملات الغذائية خاصة المحتوية على فيتامين ج، والزنك، وفيتامين د، وفيتامين ه‍‍.

تنزعج بعض النساء من شكل علامات تمدد الجلد، وتلجأ إلى التدخل الطبي للتخلص منها على نحو أسرع، ويوطد العديد من الخيارات التي تستطيع المرأة مناقشتها مع طبيب الجلدية المختص بناء على تقيمه للحالة، وتشمل تلك الوسائل:

  • الوخز بالإبر الميكروية (علاج تحريض الكولاجين).
  • التقشير الكيميائي.
  • التقشير البشرة الكريستالي.
  • العلاج بالليزر.
  • إعادة تشكيل الجلد بالترددات الراديوية.
  • البلازما الغنية بالصفائح الدموية .
  • العلاج بالموجات فوق الصوتية.
  • مستحضرات التسمير الذاتي دون التعرض للشمس.
  • عملية تجميل الجسم بعد الولادة.

ممارسة الرياضة بعد الولادة

تعد الرياضة من أهم العوامل المساعدة على استعادة صحة المرأة بعد الولادة، وتنطوي أهمية ممارسة التمارين بعد الولادة، على مايلي:

  • تخفيف التوتر والمساعدة على النوم بشكل أفضل.
  • تقوية عضلات البطن.
  • منع اكتئاب ما بعد الولادة.
  • إنقاص الوزن المُكتَسَب في الحمل.

تستطيع الأم بدء ممارسة الرياضة بعد الولادة بوقت قصير مادام الحمل كان صحيا والولادة طبيعية بدون اي مشاكل، بينما في حالة الولادة القيصرية فعليها استشارة الطبيب.

ويمكن البدء بممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي للمساعدة على التعافي ولوقت قصير في البداية ثم زيادة المدة على نحو تدريجي.

وبعد التعافي تمام بعد الولادة يمكن ممارسة تمارين تقوية العضلات مثل: الساقين، والذراعين، والوركين، مثل رياضة اليوجا، ورفع الأثقال والبيلاتس، وعمليات الضغط، بالإضافة إلى تمارين شد عضلات الحوض مثل تمارين كيجل.

الجماع بعد الولادة

يوصي الأطباء بالامتناع عن الجماع بعد الولادة لمدة 8 أسابيع، وحتى يتعافى جسم الأم بالكامل وشفاء الجرح سواء القيصري في المعدة أو شق العجان في المهبل.

ما هي الأشياء التي يجب على الأم التقليل منها بعد الولادة من أجل صحة جيدة؟

هناك بعض الأشياء التي يجب الانتباه إلى التقليل منها بعد الولادة لما لها من تأثير سلبي على صحة المرأة بعد الولادة وهي كالآتي:

  • تقليل التوتر والضغط النفسي: يمكن للأم ممارسة تمارين الاسترخاء وطلب المساعدة لتخفيف التوتر ما بعد الولادة، في حالة كان التوتر شديد ولا تستطيع الأم التعامل يجب استشارة طبيب على الفور، حتى لا يتسبب إلى اكتئاب ما بعد الولادة.
  • تقليل تناول الوجبات السريعة التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكريات غير المفيدة لصحة الأم.
  • تقليل المجهود البدني الشاق أو رفع الأشياء الثقيلة خاصة بعد الولادة القيصرية.
  • تقليل وتجنب التعرض إلى المواد الكيميائية الخطرة بعد الولادة، لضعف جهاز المناعة لدى الأم وسهلة الإصابة بالحساسية.
  • تقليل زيارات الأطفال الصغار لتقليل فرص إصابة الرضيع بالعدوى.

متى تستعيد المرأة صحتها بعد الولادة؟

من أكثر الأسئلة الشائعة بعد الولادة هي تعود صحة المرأة بعد الولادة كالسابق، حيث يوجد اختلافات في استعادة المرأة لصحتها بعد الولادة من امرأة لأخرى وتعتمد على عدة عوامل مثل:

  • نوع الولادة: عادة الولادة الطبيعية تسمح للمرأة باستعادة صحتها أسرع مقارنة بالولادة القيصرية.
  • صحة المرأة العامة قبل الحمل وأثنائه.
  • حدوث مضاعفات أثناء الولادة: فقد يؤخر ذلك من عملية الشفاء.
  • الرعاية الصحية المتوفرة: حيث أن المتابعة الطبية المنتظمة تساعد على الشفاء والتعافي السريع.

وبشكل عام، تستغرق معظم الأمهات حوالي 6 أسابيع للتعافي الجسدي بعد الولادة.

وهذه بعض النصائح للأم لسرعة التعافي بعد الولادة:

  • الراحة الكافية: الحصول على قسط كاف من النوم.
  • التغذية الصحية: تناول الأطعمة الغنية بالحديد والبروتين.
  • ممارسة التمارين الخفيفة: بعد استشارة الطبيب.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية: خاصة منطقة الجرح.
  • طلب الدعم: من العائلة والأصدقاء.

كم تحتاج المرأة للراحة بعد الولادة الطبيعية؟

تستغرق فترة التعافي الكاملة من الحمل والولادة بضعة شهور، على الرغم أن العديد من النساء يشعرن بالتحسن الجسدي والشفاء في غضون 6 – 8 أسابيع، إلا أن التعافي الكامل يحتاج لوقت أطول للشعور بالتحسن الكامل.

وتعد الأسابيع الأولى بعد الولادة وخاصة أول 6 أسابيع مهمة جدا للراحة، لإلتئام جرح الولادة الطبيعي أو القيصري.

وفي الولادة الطبيعية تختلف سرعة تعافي المهبل بعد الولادة بناء لعدة عوامل منها حالة الأم الصحية، وكيف كانت عملية الولادة ، ولكن على وجه العموم يحتاج المهبل التعافي من ثلاثة إلى خمسة أسابيع في حالات عدم حدوث أي تمزق، وحوالي ستة أسابيع في حالات حدوث شق في منطقة العجان.

وتعد المتابعة الطبية والالتزام بتعليمات العناية بالجرح ونصائح مابعد الولادة من العوامل الهامة التي تساعد على نحو كبير في استعادة الأم صحتها بشكل أسرع.

وفي الختام ، نحن في مستشفى الموسى التخصصي على استعداد لرعاية الأمهات والأطفال الصغار منذ بداية الحمل والولادة وبعد الولادة.

حيث أن لدينا فريق متعدد التخصصات جاهز لتوفير جميع الرعاية اللازمة لدعم صحة المرأة بعد الولادة، مثل متابعة الحمل ، وأخصائيي التغذية، والأطباء النفسيين، للحفاظ على الأمهات والأطفال.

يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل حول كل ما يتعلق الحمل والولادة.